بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري ل حركة فتح في قطاع غزة
كيـف تقــرأ التهدئــة
يمكن أن تكون للتهدئة أكثر من قراءة في مفهوم أصحاب الحسابات الخاصة والخاطئة في نفس الوقت وتأتي هذه القراءة نتيجة عامل واحد فقط هو الاعتقاد السائد المنطلق من واقع القوة، ولكن أي قوة هذه هل هي قوة الجهة المستفيدة منها والتي تسعى لفرضها على الآخر؟ أم هي قوة الخائف من الخصم الحقيقي ولكنه يملك القوة ويحاول فرضها ليبقى رأسه ولينجو بجلده ويتعهد بتأمينها للطرف القوي المرعب الذي يتهدده، ولكنه يحاول أن يغطي موقفه ويخفي حقيقة الأمر ويلجأ إلى عملية تضليل الآخرين وتزوير الحقائق والواقع ويلبس العملية ثوب الوطنية والمصلحة العامة، ويتهم كل من يخالفه الموقف أنه خارج على إرادة ومصلحة الشعب دون الرجوع أو الاعتماد على أي مرجعية ترجح منطقه .
ولهذا وحتى توضع الحقائق كافة أمام الجماهير لأننا اعتدنا وعاهدنا جماهيرنا أن نقول الحقيقة كل الحقيقة لها، ومن حق الجماهير والشعب على قيادته أن تبحث وتسعى لتحقيق أهدافه ومصالحه، ومن هنا فلابد من التركيز بالتهدئة المتزامنة والمتبادلة والشاملة والتي لاقت كل الرفض بل اتهمت الجهة الداعية لها بأنها تتساوق مع الاحتلال وتقف في مواجهة المقاومة المشروعة وأفشلت أكثر من مرة، ودفع شعبنا ثمن إفشالها في الأرواح والممتلكات والمواقف السياسية وشكل ذلك خسارة كبيرة لقضيتنا.
والملفت للنظر التراجع من قبل حماس عن هذا الموقف الذي كان مبدئياً ليصبح المنطق مقلوباً وتصبح التهدئة مطلباً يجب فرضه بالقوة على كل من حمل البندقية في مواجهة الاحتلال، وتصبح عملية خرقها خيانة وطنية وخروجاً على الإجماع الوطني.
فالذي فاجأ الجميع الإعلان عن تهدئة باسم الكل الفلسطيني وحرصاً من الكل الفلسطيني الذي لم يؤخذ رأيه ولكنه ارتقى إلى الطلب المصري الشقيق الذي أقام بإلحاح الجهة صاحبة المصلحة جعل نفسه طرفاً وصفه البعض انه الضامن لحيثيات التهدئة، والمتعهد بإنجاحها وان أي خرق من طرف أي جهة فإنها تضع نفسها في مواجهة الشقيقة مصر.
ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فلم يكن هناك توافق فلسطيني منطلق من نصوص وثيقة الوفاق الوطني ولم تكن هناك آليات أو عناصر نص عليها وهذا ما دعا الفصائل المقاومة كافة أن تعلن التزامها شريطة أن تحترم التهدئة وأن تعود بالفائدة الملموسة على الأصعدة كافة.
إن الذي حدث عكس ذلك تماماً، فقد رأى الإسرائيليون أن التهدئة مصلحة فلسطينية وان على حماس أن تنجحها لينعم الإسرائيليون بالأمن والأمان وعليهم إن يتفرجوا كيف يواجه الفلسطينيون بعضهم البعض أمام عدم التزام الإسرائيليين بعناصر التهدئة.
وذهب الأمر بالإسرائيليين إلى ارتكاب المزيد من المجازر والمطاردات والمداهمات والاغلاقات وتوسعة الاستيطان ومصادرة الأراضي بل منع سكان قطاع غزة في المناطق الحدودية من العودة إلى بيوتهم وأراضيهم التي هجروا منها بعد عمليات القصف والمداهمة والتجريف والحرق لمزروعاتهم ومحاصيلهم، ولا أدل على ذلك من محاولة الشاب حميد الذهاب إلى بيت عائلته في المنطقة الحدودية لمحافظة الوسطى حيث أردي قتيلاً بالدم البارد.
لم يطلب عقد اجتماع للفصائل المقاومة لتتدارس الخرق الإسرائيلي للتهدئة، وعندما قامت كتائب شهداء الأقصى بعملية قصف للمستوطنات لوحقت وطوردت وصدرت بحقها بيانات تتنافى والمنطق وفضلت عدم الانسياق وراء البيانات بحرب بيانات ولكنها تعلن ما يلي :
أولاً: إن التزامها بالتهدئة يأتي احتراماً لما أعلنه السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن رئيس ورأس الشرعية الفلسطينية.
ثانياً: ترفض رفضاً قاطعاً أي اتهام يوجه لها وهي تعطي الآخرين شهادات الوطنية والانتماء الحقيقي , ولا تنتظر شهادة من أحد كما أنها لم تكن شريكة في الاتفاق.
ثالثاً: ترفض مبدأ الابتزاز والتخوين والمطاردة والملاحقة لعناصرها وقياداتها وتعلن أن ذلك لن يخيفها ولن يمنعها من ممارسة قناعاتها.
رابعاً: تحذر كل من يحاول النيل من سمعتها وكرامتها ودورها الوطني من أنها سترد عليه بما يليق.
خامساً: تطالب بالإفراج الفوري عن كل معتقليها ولن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يدبر لها.
سادساً: إن التهدئة يجب أن تكون شاملة ومتبادلة ودون ذلك فلن تلتزم بتهدئة مذلة من طرف واحد.
سابعاً: تطالب الفصائل المقاومة وفصائل العمل الوطني أن تضطلع بدورها الذي نص عليه في وثيقة الوفاق الوطني , وتعلن عن موقفها إزاء ما يحدث .
ثامناً: تعاهد كتائب شهداء الأقصى السيد الرئيس محمود عباس أنها ستبقى على العهد والوفاء لروح الشهيد القائد الرمز الراحل ياسر عرفات ولكل شهداء شعبنا وملتزمة بقراراته وبقيادته الشرعية .
وإنها لثورة حتى النصر
كتائب شهداء الأقصى- فلسطين
الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح
السبت 12/7/2008م