المشهد الأول ..
قالت جدتي ... الله ينتقم منهم هذا اجدع واحد في فسطين فش اجدع منه ...
بهذه الكلمات نطقت جدتي ذات الـ 80 عاما عندما شاهدت مهرجان احياء ذكرى رحيل رمز فلسطين الخالد ياسر عرفات في رام الله وعندما علمت ان مليشيات حماس قامت بمنع احياء هذه الذكرى في غزة هاشم .
تسآلت : اليهود مخلهوش يجي ع غزة !
هذه العجوز الفلسطينية المصابة بداء النسيان لكبر سنها لا تتذكر سوى قريتنا التي هجرت منها في عتمة الليل بفعل هجمات العصابات الصهيونية .. فقد كانت تصف القرية بكل تفاصيلها .. بمواقع منازلها واسماء عائلاتها وحتى برائحة "السجرات" ..
ولكن بمجرد ما وقعت عينها على صورة ياسر عرفات في تلفزيون فلسطين اثناء الموجة المفتوحة لتغطية ذكرى استشهاد هذا الرمز الرابعة والتي اقيمت في مدينة رام الله وعرينه "المقاطعة" ..
قالت فورا : "هذا رئيس فلسطين" ..
قلت لها : يا ستي ابوعمار ممنوع في غزة ! ..
قالت : اليهود مخلهوش يجي !! ..
قلت لها : حماس تمنع ذكراه وتمزق صورته وكوفيته ..
قالت : الله ينتقم منهم هذا اجدع واحد في فسطين فش اجدع منه ...
قلت لها : آمــــــــــين ...
هذه الجدة التي لا اعلم اصلا ان كانت تعي ان ابوعمار قد انتقل الى جوار ربه منذ اربع اعوام ام لا ..
فاحيانا لا تتذكرني انا نفسي ..
لكن ياسر عرفات ما زال جزءا من ذاكرتها الباقية منذ الارض .. والهجرة .. والاحتلال ..
فتتذكر الطابون ..
السجرات ..
الزتونات ..
الفرس الاخضر تبع شيخ البلد ..
ودار المختار ..
ولمن عملوا الطوق ع الحارة ..
المتاريس هدت حيلي ..
وياسر عرفات رئيس فلسطين ...
المشهد الثاني ...
قال نــــــــــعمان ... مــامــا يـــــــــــــهود ...
نعمان عمره خمسة اعوام .. ووالدته تمسك بيده في احد شوارع غزة المكتظة برائحة الحقد والموت .. ومتخمة بالحرمان .. وتأن من الحاضر الُمر .. وتأمل بغد افضل ...
( وي وي وي وي)
مرت بجوارهم "جيبات" مليشيات حماس المحملة بالعناصر المستنفرة التي تخرج من الشبابيك وتفتح الابواب وتتأهب للقفز والانقضاض على اية كوفية للياسر موضوعة على كتف اي شبل او زهرة او شاب او فتاة او حتى عجوز او كهل او حتى "حائط" .. لتشبعه لكما وضربا بعصي غلاظ شداد .. لا يعصون الامير ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون .. وهم نعاج ..
( ويقال ان هذه العصي منقوعة في الزيت منذ ثمانينات القرن الماضي حينما انشئ المجمع الاسلامي بامر من ابوصبري ضابط المخابرات الاسرائيلي وتنتظر الوقت المناسب لاستخدامها ) ..
قال نعمان : مــامــا يــــهود ..
ردت ألام : مش يهود يا ماما ... (مصحوبة بتنهيدة احر من الجمر) ...
نعمان : مين يا ماما !
الام : حماس يا ماما ...
نعمان : فكرتهم يهود ...
الام : تفكرش يا ماما ..
لانه حماس قالت انه اليهود كانوا اعداءنا في الانتفاضة وبدنا نخلص عليهم لكن اليوم مش اعداءنا ..
تفكرش يا ماما ..
لانه حماس قالت انه ابوعمار زعيمنا واذا اليهود اغتالوه حنعمل ونسوي لكن اليوم بدهمش يشوفو وجهه ..
تفكرش يا ماما ..
لانه حماس قالت انه بواريدها ورصاصها وقنابلها لليهود ولكن اليوم لولاد ابوعمار ..
يا ماما الله يرضى عليك .. مرة ثانية تفكرش ..
لحسن اتبطل تشوفني انا كمان زي ابوعمار ..
اصله ان فكرت اتكلمت .. والكلام صارله رجلين هالايام بودي وبجبش ..
المشهد الثالث ...
اوف اوف اوف يابا ...
(ابونضال قاعد عايف الي طبعه على عتبة الدار .. وبحاول يدندن بينه وبين نفسه ...)
على دلعونا وعلى دلعونا ... فلسطين الحرة اغلى ما يكونا ...
ويا زاريف الطول ... بوس رملها ...
ميجنا يا ميجنا يا ميجنا ...
جفرا وهي يالربع .. ربع المارتينة ...
اوف اوف اوف يابا ...
( كبس عليه جاره الحمساوي ومعه اخوانه في حلقة اخوان مسجد الذاهبون الى الجنة لوحدهم دون سواهم )
"تــــــــــــــــــــــــع جــــــــــــاي" ..
والكف رن ع رقبته المخوخة من البؤس طلع منه صوت ربابة ...
يا خاين بتقول "دلعونا" !! ..
يا كافر بتقول "يا زاريف" !! ..
يا بتقول "ميجنا" ثلاث مرات !! ..
يا منحل بتقول "جفرا" وربعها كمان مش لحالها !! ..
يا عميل حاطط صنم ع بيتك "صورة عرفات" !! ..
يا منحط رافع راية العلمانيين "علم فلسيطن" بدل ما ترفع علم الاسلام الي لونه اخضر ومكتوب في نصه حــــماس ..
وفوق هيك وهيك مش عاجبك الوضع وبتغلط على النبي ابوالعبد وبتقول "اوف اوف اوف يابا ..."
جرجرولي ابونضال للسرايا ..
وبعدين ...
اشحطوه ع المشتل ..
مــــــــــــــــشتلوه ..
مـــــــــــــشتلوه ..
حـمــســسـوه ..
خـضـرنـوه ..
وع الـ آه والـ أوف رقـــصوه ..
المشهد الأخير ...
فري فري بالستين ...
ترسو سفينة الأمل في ميناء ياسر عرفات بغزة ...
فهو ريس المينا وريس البحرية .. وحارس البيدر ...
يتقاطر المتضامنون الاجانب الذين حضروا لكسر الحصار الظالم عن غزة هاشم العتيدة ...
وجميعهم يتوشحون بالكوفية الفلسطينية التي طافت اصقاع الارض على رأس الختيار عرفات تطالب بالوطن السليب ..
وتزرع الامل الدائم في قلوب وعقول احرار العالم .. بغد حر مشرق .. وظلم زائل لا محالة ..
هذه الكوفية التي اصبحت رديفا لياسر عرفات ..
فأينما كانت الكوفية .. فهناك ياسر عرفات في الجوار .. او في القلوب والعقول والسواعد .. او شيء منه ..
كما قيل هي "رمز الرمز" .. !
نزل المتضامنون الاجانب ... والسرور والفرح الغامر يعلو محياهم ويهتفون ..
فري فري بالستين ..
فري فري بالستين ..
فري فري بالستين ..
يا الهي صدمة ...
عاجلتهم عصي جلاوزة الاجرام المختبئين خلف ستار الدين .واللحى الـ"مودرن" الكاذبة ..
وانهالت اكعاب بنادق مليشيات الاجرام الحمساوية تكسر اطرافهم ...
وتم تحميلهم فورا في الجيبات العسكرية واخذهم الى المشتل ...
ظناً منهم انهم فتحاويين !!
انهم جزء من احرار وشرفاء هذا العالم والذين فيهم شيء من ياسر عرفات .. ايها الاغبياء ...
فلم يعرفوا فلسطين الا من كوفية ياسر عرفات ...
ومن تجاعيد وجه جدتي السمراء المكفهر من المتاريس ودخان الكوشوك المشتعل وهي عائدة من قطف سجرة الزيتون ...
ومن الحجر الذي الذي يحمله نعمان ويلقي به على الاحتلال ...
من مجينتنا قدسنا ..
وزاريف الطول يا زيتوننا ..
ودلعونتنا ارضنا وهوا بلادنا ..
وأوف أوف أوفنا على محتلنا ومن يعادينا ...
انهم جزء فقط ..
ونحن الكل كاملا غير منقوص ..
نحن كلنا ياسر عرفات ..
ايها الاغبياء ...
انتهى ..
ملاحظة // المشهد الأول والثاني مشاهد حقيقة .. والمشهد الثالث والاخير .. في طريقهما للحقيقة ...