زهرات الفتح مشرف عام
عدد الرسائل : 221 تاريخ التسجيل : 11/07/2008
| موضوع: رسالة إلى أبي في ذكري استشهاده الثالثة:بقلم : محمد ابو طبق الأربعاء نوفمبر 12, 2008 7:30 am | |
| ناشر ومحرر الخبر : Aqsa4Us تصنيف الخبر: مـقـالات وآراء صوت فلسطين - حركة فتح بتاريخ : 11-11-2007 - 02:49 PM
أبي وقائدي ومعلمي الجاسر الكاسر أبو عمار : ابعث إليك يا أبي في الذكري الثالثة لإستشهادك ورحيلك عنا، وأعلم أنك ذهبت بجسدك عنا ولكنك والله لن ترحل من قلوبنا ولا عقولنا .... واعلم يا ابي انك ترانا وتسمعنا ،نحسبك عند الله كذلك ولا نزكي على الله احدا ،وأعرف يا أبي عن مدي القهر الذي تحس به ،وأعلم جيدا انك تذرف الدمع لما يحصل الآن على تراب فلسطين وفى غزة بالتحديد ، التى كنت بها قائدا ومثابرا رجلا لايعرف المستحيل فلأجلها أفنيت عمركلها ولقضيتها. سيدي ورئيسي أبا عمار: أعجز يا سيدي عن التعبير إليك بالكلمات ، عما أراه وأشاهده صباح مساء ، ولكن اسمح لي يا سيدي أن اتكلم معك ،وأشكو إليك ما يجول بخاطري ومشاعري الحزينة ،وأسرد اليك ما حل بأمتك اليوم من ظلم وبطش الذي طالما حلمت أن ترسم البسمة والفرحة علي عيون كل الشعب الفلسطيني ، فما اشعر به يمكن ان يكون اقل مايشعر به اي فلسطيني موجود فى غزة. والدي ومهجة قلبي: اننا ونحن نفتقدك فى هذه الأيام المباركة وكم نشعربالأسي و بحاجتنا إليك ولابتسامتك الشفافة فى هذه اللحظات ، الا اننا نتذكرك ونتذكر طلتك علينا فى كل صباح ، فقد افتقدنا تلك الضحكة الدائمة على وجهك ،نتذكرك دائما عندما كنت تعطيني الثقة بالنفسة وقدرتنا على استرداد حقوقنا كاملة بدون نقصان ، نتذكرك وان علما ورمزا للوحده الوطنية وزعيما فى نبذ الخلافات الداخلية وحصرها ، نتذكرك ....و ونتذكرك ....... ولن نعطيك حقك بالكلام. أبي الحنون : عندما رحلت عنا قبل ثلاثة أعوام ، بدئنا بالضياع المتحرج ، فقد أصبح أبناء الفتح يتامي بدون أب ، وتفرقنا يا والدي ، كنا عصبة واحده بوجوده وبعدك فرقتنا الدنيا ،فتهاوي علينا ذئاب العصر والمحتل ،بعد ان فرحوا برحيلك وفراقك عنا ،وبدؤؤوا يعيثون فسادا ودمارا وقتلا ،لقد ضعنا من بعدك يا أبي ، حوالوا من بعد بنهش لحومنا ، وهموا انهم سيركعوننا ،أوهمونا وأهوهم انفسهم أنهم سيعيشونا حياه افضل مليئة بالديمقراطية نعم يا والدي الديمقراطية ، لقد عيشونا فى ديمقراطية كبيرة ،ولكنها من نوع آخر ومن أساليب متعددة : أولها : ديمقراطية الثأر لما سبق . وثانيها : ديمقراطية العصا للحاضر وثالثها : ديمقراطية فرض الأمر الواقع . ثلاثة ديمقراطيات يا أبي كانت كفيلة أن تجعل من غزة مستنقعا للدماء ، وحقلا للتجارب . قائدنا ياسر عرفات: اتركني ابوح لك ما حصل وما وصل الحال فى غزة بعد رحيلك عنا ،فهي الآن يا والدي ليست لأحد ، تكالب عليها الجميع ،حاصروها مزقوها ، ترابها مال للون الأحمر الفاتح ، وشجرها اصفر من قلة الماء ، لم أجد وصفا أصف غزة بها حتي الآن هل هي مقبرة أم غابة أم غير ذلك ..... ولكنني توصل الى وصف لعله الأقرب للواقع ولك وأختلف بشكل بسيط ، هي نفس المدينة التى تركتها ولكنها ليست ككل المدن ، لها بحر طويل وجميل ولكنه ليس ككل بحار العالم ، بها رجال وأطفال ،ولكنهم ليسوا ككل الرجال ،بها بيوت وأشجار ولكنها أيضا ليسوا مثل غيرهم . فغزة بأبنهائها يا أبا عمار الآن تعيش ظروفا لم يعيشها أحد بالعالم ، هي موجوده فى سجن كبير لا تستطيع أن تخرج منه ولا أن تدخل ، قالقفص ، وأحوال اقتصادية فاقت الخيال ، مرضي يموتون بالموت البطيئ ، وموظفين مقطوعة رواتبهم ولا يعلمون لماذا . حال ضاق بالجميع ،فبمختصر العبارة الشعب بغزة يموت باليوم ألف مرة ، ولا يوجد مجيب . يا رمز فلسطين وعزتها : ماذا احكي.... واحكي يا والدي ، اعلم جيدا أنك مقهور لما يحصل الان على تراب فلسطين ، ولكنيا أبي اريد ان أسألك سؤلا : - لو كنت موجدا لآن بين أبنائك ، هل كان حصل ما هو عليه الآن بغزة ؟ هل كنت ستترك الناس جوعا ؟ هل كنت ستترك العسكرون مقطوعة رواتبهم ؟ هل كنت ستترك المرضي يموتون لعدم وجود العلاج او السماح لهم بالخروج للعلاج ؟ هل وهل وهل ...... أسئلة كثيرة اتمنى أن أجد اجابتها ..... ولكن .... انت تعلم ونحن نعلم جيدا ان الظلم لا يدوم ،وأنه سيأتي اليوم الذي نحرر وطننا ونرفع رؤوسنا عاليا حتي لو تكالب علينا البعض ، فنم قريير العين يا والدي ، وندعو الله العزيز أن تأتي ذكراك الرابعة ، ونحقق وصيتك بدفنك بالقدس بجانب المسجد الأقصى. رحمك الله ...... ونحن على العهد ... ما حيينا أبدا ...... ( الله - الوطن - فتح). التوقيع / فلسطيني يتيم الأب
| |
|