3asfa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3asfa



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأدب والنقد الأدبي.. وفلسطين نموذجاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت الفتح
Admin
بنت الفتح


عدد الرسائل : 388
العمر : 35
الموقع : ابو فادى
تاريخ التسجيل : 11/07/2008

الأدب والنقد الأدبي.. وفلسطين نموذجاً Empty
مُساهمةموضوع: الأدب والنقد الأدبي.. وفلسطين نموذجاً   الأدب والنقد الأدبي.. وفلسطين نموذجاً Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 03, 2008 11:14 am

الأدب والنقد الأدبي.. وفلسطين نموذجاً



علي الخليلي


الأدب نتاج بيئته، ما يعني أن الأدب الفلسطيني على سبيل المثال، محكوم بالضرورة، بتفاصيل قضية فلسطين على وجه الخصوص، طالما أن هذه القضية المتداخلة (والمتفجرة) بالتاريخ والجغرافيا والذاكرة والحياة اليومية، على مدار أكثر من قرن، هي البيئة المعنية به والمعني بها. ومثله في معنى هذا الحكم، مثل أي أدب آخر على امتداد القارات، له قضيته الخاصة به.
هل يستطيع الأدب، مع ذلك، أن يخرج من هذا المعنى إلى المطلق؟ أي إلى أن يكون هو ذاته، بيئة نفسه فحسب؟
النقاد في مرحلة معينة، أطلقوا على هذا "المطلق" مصطلح "الأدب للأدب"، أو بكلماتهم الحرفية "الفن للفن". ثم تراجع هذا المصطلح أمام ضغط القضايا الإنسانية التي جعلت من الأدب قيمة حضارية تتجاوز ما ارتبط بمسمى "البرج العاجي" للأديب المنعزل بنفسه، إلى كل ما يتعلق بالناس وأحاسيسهم ومشاكلهم. إي إلى البيئة العامة التي هي القضية المركزية، ما أبرز بالمقابل على مستوى النقيض، مصطلح "الأدب للحياة" أو "الفن للحياة". والحياة هي البيئة.
ثمة في السياق، نحتَ النقاد المغرمون بالتفكيك ثم إعادة التركيب، وفق منهجية أكاديمية بحتة، مصطلحات أخرى كثيرة تكسرت ونصلت ألوانها بين الكتب والصحف، مرحلة إثر أخرى، ومنها الكلاسيكية والرومانسية، والواقعية، والواقعية النقدية، والواقعية الاشتراكية، وصولا بهم إلى "منحوت" الحداثة، وما بعد الحداثة، إلخ.
هل يشكل هذا السياق قراءة سياسية للأدب؟ المفترض أن هذا السؤال في ذاته، وقبل البحث عن جواب له، هو أصلا نتاج بيئة معينة سبق لها أن جعلت من السياسة أدبا، ومن الأدب سياسة، ثم استرخت على مجعولها الثابت، مطمئنة إلى أبديته التي تصل بها أو به إلى الجوهر الصوفي في ذهنيتها المتوارثة. فالأديب سياسي. والسياسي أديب. وبالتالي، فإن هذا السياق يشكل بالفعل، لا قراءة سياسية للأدب فقط، وإنما أيضا، قراءة أدبية للسياسة. والمحصلة، خلط مفزع بين السياسة والأدب، فوق سطح لزج من تماهي الوعي السياسي مع الوعي الأدبي. وهو ما جرى ولا يزال يجري في الأدب الفلسطيني (النموذج) على الغالب بمقاصد منتجيه وقارئيه، وفي السياسة الفلسطينية، على مدى عدة مراحل. فأيّ خروج للأديب الفلسطيني عن السياسة، هو حتما خروج عن الأدب. وشأنه هذا هو بالحتمية ذاتها، شأن السياسي الفلسطيني في القراءة الواحدة.
المؤلم إلى حد الوحشة المهلكة، أن أدباء فلسطينيين كثيرين، بعضهم كبار مشهورون، وبعضهم شبان جدد، حين أرادوا التمرد على هذا الخلط، خلطوا على الفور بين السياسة التي هي السلطة والحكم من جهة، والبيئة التي هي قضية فلسطين من جهة ثانية، فوجدوا أنفسهم متمردين على هذه البيئة/القضية، وكأنها هي السياسة التي يرفضونها؟ وهو ما أدى إلى اضطراب في الوعي السياسي لديهم بأشتات مواقفهم المتفاوتة بين الرفض والقبول من جانب، والتيه والذوبان من جانب آخر، وإلى خلل موغل في نسيج وعيهم الأدبي حول الخاص والعام. ويمكن متابعة ظلال هذا الاضطراب/الخلل، دون أدنى مكابدة، في بعض المجموعات الشعرية والقصصية والروائية الجديدة، وهي تنزاح تماما إلى الهذيان والعبث والفوضى في الفراغ الذي تحسب أنه خصيصتها الحديثة والجريئة في الامتلاء الذاتي.
ولكن النقد لم يغفل على أية حال، عن حق الأديب في الغوص إلى جذور إنسانيته. فلماذا لا يكون هذا البعض (المنزاح) من أدباء فلسطين هو الأكثر مقاربة وشفافية في معاني هذا الغوص الإنساني؟ ولماذا، في حضرة هذه المقاربة، لا نفهم أن الأديب الفلسطيني القادر على الوصول إلى هذه الجذور، هو الأكثر قدرة من غيره، على التعامل مع قضية فلسطين؟ ولماذا، في الحضرة نفسها، لا ندرك أخيرا، أن الخاص هو الطريق الوحيد إلى العام؟
رغم التجليات العالية لهذه الأسئلة أو التساؤلات الجميلة، فإن الإشكالية ذاتها باقية في عدم الاكتراث بالرد، أو في عدم وجود النقد الأدبي المتمكن من الرد. وكلاهما (عدم الاكتراث، وعدم الوجود)، يفضي تلقائيا إلى القراءة السياسية للأدب، والقراءة الأدبية للسياسة. لا الأديب في نصه على يقين من حريته الإبداعية، ولا السياسي فوق منصته على دراية بسطوته الشاملة، ما يفتح كل الطرق إلى تكريس المزيد من تعقيدات الإشكالية المتسلطة.
ليكن ما يكون من ضباب هذه الإشكالية الأدبية ــ السياسية، أو السياسية ــ الأدبية في الشأن الفلسطيني، فإن الواقع الذي يتفوق على الأدب وعلى السياسة معا في هذا الكائن، هو أن قضية فلسطين ذاتها لا تغرق في الضباب الإنشائي أو الإنشادي، ولا تخرج من التاريخ الواضح والصريح إلى أية بيئة غير بيئتها المتواصلة من جيل إلى جيل، في صراع طويل.
إلى ذلك، فإن النقد الأدبي الذي ينتج عن هذه البيئة، هو المؤهل وحده للتوافق معها، وللمكابدة الإنسانية في سبيلها. أما من يؤسس نتاجه على إنسانية مفترضة لا بيئة لها إلا في منتجه المفتوح بذاته إلى داخله، فلسطينيا كان أو سواه، باعتباره دخولا عالميا إلى ما فوق الحصر عبر باب الذات، فإنه في النتيجة لا يعبر إلى الإنسانية من أي باب.ومن البداهة اليسيرة والأنيسة بعد هذا، أن يؤكد الناقد الإنساني على أن قضية فلسطين في الأدب، هي بما هي عليه في الصراع التراجيدي، واحدة من قمم الإنسانية فيه، ليس للأديب الفلسطيني وحده، وإنما لكل أدباء الدنيا.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3asfa.hooxs.com
 
الأدب والنقد الأدبي.. وفلسطين نموذجاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأدب والنقد الأدبي.. وفلسطين نموذجاً

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
3asfa :: ®§(* صــوت فتــح الادبى *)§® :: §( صــوت ملــتقى الثقافــة الأدبيــة )§-
انتقل الى: