ردود الفعل الإسرائيلية حيال نتائج الانتخابات الفلسطينية
اتفقت مواقف التكتلات السياسية المختلفة في إسرائيل على وصف فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية بالزلزال السياسي من جهة، وعلى رفض التفاوض مع الحركة طالما لا تعترف بالدولة اليهودية، وبقيت محتفظةً بسلاحها من جهة أخرى. ومع ذلك فقد اختلفت هذه التكتلات في تحديد أسباب هذا الزلزال. فبينما عزت أحزاب إسرائيلية أسباب فوز حماس إلى الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من غزة، الذي عزز رعزز القناعة –حسب هذا الرأي- لدى لجمهور الفلسطيني بأن أسلوب "العنف" هو الطريقة الأفضل لانتزاع ما يراه الفلسطينيون حقوقاً من الإسرائيليين. ومن جانب آخر ركز حزب كديما وحزب العمل على انعدام الشريك في الطرف الآخر في محاولة لفرض حلّ أحادي الجانب في الضفة الغربية في المرحلة القادمة، على غرار ما جرى في غزة، وتحديد حدود الدولة العبرية وفق أسس ديمغرافية على ما يبدو.
أعلنت إسرائيل موقفها الرسمي من فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية، على لسان القائم بأعمال الحكومة (إيهود أولمرت) الذي أوضح بأن إسرائيل لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية تضم وزراء من حماس (هآرتس "بالعبرية"، 27/1/2006). وأضاف (أولمرت) بأن الدولة العبرية ستسعى إلى إقناع المجتمع الدولي بتجريد حماس من سلاحها، ودفعها إلى التخلي عن دعوتها لتدمير الدولة العبرية (Ynetnews, 27/1/2006). ومن جهة أخرى قال رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، (شمعون بيرس) من حزب (كاديما): يتوجب على حماس الاستعداد لوقف المساعدات الدولية للفلسطينيين (Haaretz, 26/01/2006) .
وعقّب رئيس حزب العمل، (عمير بيرتس) أن على إسرائيل أن تنتظر وترى ماذا سيجري في السلطة الفلسطينية، وإذا ما كان (أبو مازن) سيبقى رئيساً للسلطة الفلسطينية! وأضاف بيرتس: "إذا أُجبرنا فسنقوم بخطوات أحادية الجانب، ولن نوافق على تجميد العملية السياسية. لأن هناك موضوعات متعلقة بنا فقط، والتغييرات في السلطة الفلسطينية لن تقلبنا إلى رهائن". وأعلن أن حزب العمل لن يتفاوض مع حماس، ولن يسهم في تعزيز حماس وجعلها المنظمة المركزية التي تحرك إيقاع المنطقة (معاريف "بالعبرية"، 27/1/2006). من ناحيته، قال بن إليعيزر وزير الدفاع السابق (من حزب العمل): يجب الانتظار لمعرفة كيف سينظم الفلسطينيون أنفسهم، ذلك أن الدستور الفلسطيني لا يُلزم الرئيس تكليف أكبر الكتل تشكيل الحكومة. مضيفاً بأن إسرائيل مستعدة للحديث مع أي كان شرط اعترافه بالأخيرة بوصفها دولةً يهوديةً (Ynetnews).
كما عقّب رئيس حزب "الليكود" (بنيامين نتنياهو) في مقال له بعنوان (حركة طالبان هنا): "لقد قامت دولة "حماستان" تابعة لإيران. وكل هذا يجري على بعد 1000 متر عنا، وعلى مقربة من مطار اللد والقدس. ويجري الحديث عن قيام دولة إسلامية أيدي كل قادتها ملطخة بالدماء". وأضاف نتنياهو: "حماس ستظل نفسها حماس. ولا يمكن التوصل معها إلى تفاهمات لأن الحركة تدعو إلى إبادة دولة إسرائيل. وعلينا إعادة سياسة تحصين الحدود والأمن التي قادها الليكود، ووقف سياسة الانسحابات في المقابل التي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية" (يديعوت "بالعبرية"، 27/1/2006).
وفي حديث للإذاعة الإسرائيلية، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، (يوفال شطاينيتس) من حزب الليكود: إنه كان بإمكان إسرائيل منع حركة حماس من تحقيق إنجازات في انتخابات السلطة الفلسطينية عن طريق منع إجراء الانتخابات، وتابع قائلا: فشلت الحكومة فشلاً ذريعاً في حربها مع حماس، واصفاً فوز الحركة في الانتخابات بالزلزال. وأضاف كان بالإمكان منع إجراء الانتخابات حتى لو كان الثمن مواجهة مع الولايات المتحدة (Haaretz, 26/01/2006).
وكان نُقِل عن مصادر في حزب الليكود في أول رد فعل له بأن فوز حماس هو نتيجة مباشرة لفك الارتباط، ذلك أن الفلسطينيين أدركوا بأن الإرهاب والعنف هو الطريق إلى تحقيق إنجازات سياسية. وأضافت المصادر ذاتها، بأن أولمرت وكديما يؤسسون لدولة إرهاب (حماسية) ستكون تابعة لإيران على بعد كيلومترات معدودة من المراكز السكانية في إسرائيل (Ynetnews, 26/1/2006).
وقال عضو الكنيست، (ايفي إيتام) من الاتحاد القومي "اليميني المتطرف" إنه على (محمود الزهار) أن يرسل باقةً من الورد (لإيهود أولمرت)، ووزراء حكومته الذين فضّلوا الاستسلام أمام الإرهاب، وأضاف: بدلاً من العمل على تصفية قادة حماس، اختارت الحكومة طرد اليهود من أرضهم، لتثبت للفلسطينيين أن طريق حماس والإرهاب تنتصر على إسرائيل (Ynetnews, 26.1.06).
وأكد (زفلون أورليف) من الحزب القومي الديني (المفدال) على أن انتصار حماس كان نتيجةً للانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة. بينما ذهب (أفيغدور ليبرمان) من يسرائيل بيتنو "يميني متطرف" بأن نتائج الانتخابات الفلسطينية تُعدّ نصراً للإسلام الراديكالي (Jerusalem Post, 26/1/2006).
ومن جهته قال رئيس حزب ميرتس اليساري (يوسي بيلين)، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية: بأن انسحاب إسرائيل أحادي الجانب من قطاع غزة، قد ساهم كثيراً في تقوية حركة حماس، لأن ذلك أضعف السلطة الفلسطينية. وأضاف بأنه: لا تزال إمكانية التوصل إلى تسوية مع العناصر المعتدلة قائمةً، وطالب (بيلين) القائم بأعمال رئيس الحكومة (إيهود أولمرت) بإطلاق مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأضاف أنه في حال عدم التوصل إلى تسوية في الفترة المقبلة، فإن حماس ستنتصر في الانتخابات القادمة (Haaretz, 26/01/2006).